السبت، أكتوبر ٢٧، ٢٠٠٧

القلب أم النقاب



كلنا نتذكر حديث الحبيب المصطفى عن أن رجل دخل الجنة لأنه سقى كلب والحديث الأخر أن امرأة دخلت النار فى هرة حبستها. أستوقفنى الحديثين مع حديثين آخرين الأول معناه أن البعض يعيش طوال حياته يعمل بعمل أهل الجنة ويموت والعياذ بالله على عمل أهل النار والعكس،والحديث الثانى أنه لا يدخل أحد الجنة بعمله ........وقرأت تفاسير أن دخول الجنة مرتبط فقط بإرادة الرب سبحانه وتعالى وهذا لا خلاف عليه لكن ما اريد السؤال عنه هل تتناقض إرادة رب العالمين مع عدله سبحانه وتعالى ....استحالة طبعا. !!!؟
لم تذكر الأحاديث تفاصيل عن كون هذا الرجل الذى سقى الكلب ملتحى أم لا؟ أو أن هذه السيدة التى تسببت فى موت الهرة لم تكن ترتدى النقاب!!! ولكن نظر لموقف واحد فى حياتهم اثبتوا من خلاله مضمون ما يحتويه قلبهم........ ذكرنى كل هذا بجارتى المنتقبة التى تحول حياة زوجها لجحيم كلما زار أولاد أخيه المتوفى لأن "اللى يعوزة البيت يحرم على الجامع" فقد حرصت على شكل ولم تحرص على قلب. ووجدت نفسى أسال من جديد ذلك السؤال الذى يحيرنى ........فين الخلل فى المجتمعات الإسلامية؟ اللى متأكدة منه أن الخلل مش فى الإسلام....لكن فى تناول المسلمين بالوراثة لهذا الميراث العظيم حتى وصلوا لحال أسميه هذا ما عهدنا عليه آباءنا وهذا ما ألفينا عليه آباءنا. ودائما الألفة تكون للشكل وليس للمضمون والجوهر
· ليه معظم المسلمين بيحلفوا كتير واللى ميحلفش زيهم يبقى كداب واللى يقول صدقنى يبقى بيتشبه بالكفرة!!! مش الحلف مكروه فى الإسلام كما هو حرام فى المسيحية.
· ليه معظم المسلمين بيكذبوا كتير رغم أنهم بيحلفوا رغم حديث الحبيب أن المؤمن ممكن يسرق ويزنى ولا يكذب ابدا أيا كانت الظروف.
· ليه مفهوم المحبة بين معظم المسلمين مش موجود ليه مش بيحبوا ربنا وليه مش بيحبوا بعض.........فين محبتهم لربنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صاروا عبيد للجنة والنار فقط. اللى بيصلى مش هدفه الصله برب العالمين لكن عشان يدخل الجنة ويتقى شر النار.
· ليه كتير منهم بيخلفوا عهودهم.
كل هذا يشبه مرض الانفصام فصار الشكل لا يعبر عن المضمون وصار تمسكهم بالشكل أقوى من المضمون لذا ترى أن كلما سمعت أسئلة دينية سمعتها ترتبط بالشكل وصار موضوع ترقيق الحاجب أهم بكثير من ترقيق القلوب.
اللهم لا تجعلنا من الأخسرين أعمالا وممن ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
.

سقطة قمر

كثيرا منا لديه القدرة على تخيل نفسه وهو يهوى فى أحدى العثرات التى تعترض طريقه اليومى ، لكن هل منا من تخيل القمر وهو يهوى.. ذلك الكيان الذى طالما أنار الطريق لمن يريد الهداية بهذا النور،،، ذلك الكيان الذى ينير الكون فى ظلام الليالى. لا أعتقد أن منا من تخيل ذلك .. فماذا يحدث لو أنك رأيت أحدى هذه السقطات للقمر ؟؟
تخيل صدمتك فى هذا الكيان الذى طالما تخيلته منيرا بذاته وينير الطريق للاخرين وطالما حلمت أن تقترب منه لتستزيد من نوره ليساعدك فى السير على درب صحيح وعندما يتحقق حلمك فى الاقتراب منه تجده جسم مظلم .... معتم... مجرد ناقل لأنوار كيانات بعيده لم يستطع هو الإستفادة بها ... نقل هذه الأنوار فقط ليخدع بها من حوله