الخميس، فبراير ١٤، ٢٠٠٨





وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا



أفقت فوجدت نفسي في لجنة الامتحان ..إنه الامتحان ...سيتوقف عليه مستقبلي ...يا إلهي مستقبلي !بدأت أردد هذه الكلمة مرات ومرات نظرت إلى ورقة الأسئلة ولم أكن قد تنبهت إليها منذ وضعها المراقب أمامي كانت الأسئلة بسيطة جداً أو هكذا تخيلتها في بادئ الأمر ... وبدأت كعادتي دائماً أقرأ الورقة كلها من أوّلها إلى آخرها ..فلاحظت أن خانة زمن الامتحان خالية !! فوجدتني أصيح مع الصّائحين : أين المراقب ؟ أين المراقب ؟إنها ليست غلطة .. ولكنها مقصودة ..فلا زمن للامتحان .. كل ما عليك هو أن تجيب ..قال المراقب .. وكم كانت الصدمة قاسية ...مستقبلي يتوقف على هذا الامتحان ولا أعرف له زمناً محدداً وجدت في الإرشادات : أجب قدر طاقتك ...ستحاسب بناءاً على المدة التي ستقضيها فعلاً في الإجابة ..اطمئن .. لن تُظلم ..تعاون مع كل ذي رأي من أعضاء التدريس والزملاء هذا بجانب الكتاب المقرر وكذلك كافة المراجع والكتيّبات ..يا الله !! ما أجملها من تسهيلات فقط هناك شرط صارم وهو أن تسحب منك الورقة في أية لحظة .. !! لا أجد غير الله ... اللهم يا مقلب القلوب ثبّتني .. ألهمني من أمري رشدا .. أحاول التركيز وأطمئن نفسي .. أحاول الإجابة وألتفت حولي فأرى عجباً !! هناك من لا يعطون هذا الامتحان المصيري أدنى اهتمام .. بعضهم يلهو ويلعب .. وآخر يقرأ ورقة الأسئلة ويضحك في سخرية ويقول : يا عمّ سيبك .. هي ساعة الحظّ تتعوّض ورأيت بعض الذي يتمتع به .. إنها أشياء ممتعة حقاً وهممت أن أشاركه لهوه .. غير أنني انتبهت لصوت شديد .. إنه صوت زميل بجواري يصرخ .. لم أكتب شيئاً بعد .. شغلني اللهو مع صاحبي عن الكتابة .. لم أكن أتوقع أنكم جادين في تنفيذ التعليمات .. أتوسل إليك أعد إليّ الورقة ... مستقبلي ضاع .. انتبهت إلى نفسي .. لم أكتب شيئاً بعد .. أحاول التركيز .. لكن أصوات اللاعبين حولي تشوش عليّ تمنيت أنني لم أجلس في مكان موبوء .. وأخذت أجول بنظري في القاعة فوجدت مجموعة تجلس في هدوء وسكينة ... يجيبون متعاونين بجدية واهتمام ترددت في الانضمام إليهم .. لكثرة الساخرين منهم ومن جديتهم ..الوقت يمر وقد تسحب مني الورقة في أي لحظة .. عزمت أمري وهببت واقفاً ألملم أوراقي وأقلامي .. وتقدمت نحوهم قائلاً : أتقبلوني بينكم ؟ التفوا جميعاً في بشاشة وسرور : مرحباً بك في مجموعة الناجحين بإذن الله وسرعان ما وجدت لي مكاناً بينهم .. وبدؤوا بمساعدتي .. وجدت نفسي هادئة مطمئنة تنساب بالإجابات في يسر وسهولة .. اقترب المراقب من الزميل الذي بجواري وأخذ ورقته ..
انزعجت من أجله .. ولكنني وجدته يسلم ورقته وهو يبتسم ويقول :
لقد عملت ما في وسعي ولم أقصّر وأنا مطمئن إلى عدل ورأفة المصحح ..
استمروا واجتهدوا ....
والآن أنتظر دوري ...
وصوت يهمس في أذني :
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون