الفن كالهواء لا غنى عنه ، فكما أن الجسد يحتاج الهواء ليتنفس ويعيش فالروح أيضا تحتاج إلى الفن لتتنفس وتعيش ولكن بما أن الفن كالهواء فيجب أن نعلم أن هناك هواء نقيا ينعش القلب وهناك هواء فاسد ملوث قد يقتلك وهذا هو حال الفن فالفن دون جدال يؤثر فى الناس تأثيرا كبيرا بل أكثر من ذلك فهو يشكل آراءهم وأفكارهم والسبب فى ذلك أن الفن يلمس روحك ثم ينفذ منه إلى عقلك فقد يكون مزاجك سيئا لا تريد مجرد أن تكلم أحدا ولكنك وفى هذه الحالة لن تستطيع أن تمتنع عن الفن الذى قد ينقلك من اى عالم كئيب تعيش فيه إلى عالم مختلف تماما وقد يكون الفن مقطوعة شعرية وقد يكون رواية تكشف لك طبقات اجتماعية لا تعاملها وحينها سترسم لها صورة فى ذهنك
أما معى فكان يمكن لبعض الناس أن يجادلونى أن الفن لا قيمة له لكن بعد مسلسل الملك فاروق تبين للكثير أن الفن نافذ التأثير فلا احد يمكن ان يتصور أن هذا الملك الذى انقطع ذكره من مصر كلها وكأنه سراب لم يكن يأتى عليه اليوم الذى يجعله يعود ليتصدر الصحف وصوره تعود لتنتشر بل يمتد الأمر على أكثر من هذا إلى حوار بين المثقفين والسياسيين عن الملكية والجمهورية والفرق بينهم ..........شخصية تاريخية يعترف الجميع بعد أكثر من نصف قرن أنهم شوهوا صورته عمدا وتعمدوا تدنيس اسمه قد يتصور البعض أن كل هذا يحتاج الى معجزة أو ربما ثورة شعبية تقلب الموازين ولكن الأمر ابسط من هذا بكثير ..انه عمل فنى متماسك المقومات تجده يفعل المعجزات
وفى مرة من المرات اعجبتنى فكرة فيلم عايز حقى لهانى رمزى وترك الفيلم طابعا خاصا داخلى فقررت قراءة الدستور والمطالبة بحقوقى الدستورية ولكنى فقت من الحلم وعرفت أن فى الواقع ساجد أحضانا أخرى تحتضنني بطريقة مختلفة تماما عن الفيلم وقلت بلا فن بلا وجع دماغ ........الواحد مش ناقص بهدلة
